فقلت الآن فرصتي لأشتغل في السياحة فبدأت في البحث في شركات السياحة علي وظيفة مرشد سياحي يرشد السياح باللغة االانجليزية ، ووجدت وياللهول ان عدد المرشدين المتحدثين باللغة الأنجليزية قد أصبح حوالي 5000 مرشد ، والعمل الأرشادي في السياحة لايكفي كل هؤلاء المرشدين .
ولكني لم أيأس من رحمة الله وفجأة فتحت السماء وجائني منها هاتف علي تليفوني وهذا الهاتف كان أحدي زميلات الدراسة في الارشاد السياحية تطلب مني ان آخذ مكانها في العمل حيث ان الشركه قررت الاستغناء عن النساء والآنسات المرشدات و إستبدالهن بمرشدين رجال وذلك لعدم وجود كبائن في المراكب السياحية تكفي كبينة لكل مرشدة ولأن المرشدات كانوا يطلبن كبينة لكل واحدة منهن أما المرشدون الرجال فكان من السهل قبولهم للنوم في مجموعات في كبينة واحدة .
وظللت أعمل كمرشد باللغة الانجليزية حتي عام 1997 حيث حصلت العمليات الارهابية في الاقصر وأدت الي إنهيار السياحة في مصر وجلست في البيت سنتين عاطل عن العمل ، سنتين بدون عمل مع خمس أطفال ووالدتهم ، ومرضت لحالتي النفسيه الصعبة ، وفشلت في أن اجد عملا سواء كمحاسب وهو تخصصي الأول أو كمرشد سياحي وهو تخصصي الثاني .
فكرت في أن ادرس لغة تانية : الهولندية !! ولما رأتني زوجتي أدرس هذه اللغة العجيبة إعتقدت أني قد جننت ، حيث ظللت ليل نهار أبحلق في كتب فيها نصوص بلغة غريبة واقرأ واحاول أن افهم هذه اللغة التي تشبه طلاسم اللغة الصينية، و قليلا فقليلا بدأت أتعلم وفي آخر الامر تعلمتها واضفتها لرخصة الأرشاد السياحي خاصتي .
ووجدت تهافت من الشركات علي طلبي للعمل مع زبائنهم من السياح وأصبح وقتي ضيقا وكان العمل ينهمر علي إنهمارا وكانت زوجتي جزاها الله كل خير تقوم مقامي في رعاية الاسرة ، وكانت اجمل سنين عمري حيث تم زواج إبني وثلاث بنات من بناتي الاربعة من دخلي كمرشد سياحي .
حتي زاد عدد المرشدين المتحدثين باللغة الهولنديه فضاقت فرص العمل ولكن بعد ما اوشكت علي سن الستين وبعد ان حصلت علي ما كنت أظنه حلما في يوم من الايام ولكن الله حققه لي بالأخذ بأسباب النجاح والدعاء له سبحانه فهو نعم الرب ونعم المجيب.
وكنت أفكر كثيرا في الشباب العاطلين عن العمل وعن مشاعر اليأس والاحباط التي تنتابهم فقررت أن تكون مشاعري إيجابية مقرونة بالفعل وليس فقط مجرد مشاعر وفكرت أن اساعدهم بعمل هذا الموقع واستضيف فيه اغلب المواقع التي تساعد الناس علي الحصول علي الوظائف .
وبرشامة النجاح التي تعلمتها خلال الستين سنة من عمري هي :
هل أعطيت الله حقه لتطلب منه حقك؟
أبحث عما يريده الناس في سوق العمل وتعلمه
لا تستكبر علي عمل ما فالعمل عباده
فكر في مصلحة الناس وكيف يمكن للناس ان يستفيدوا منك
إن لم تجد عملا في منطقتك او بلدك ابحث في بلد آخر ولاتجلس في بيتك عاطلا
اقرأ وأدرس وتعلم ولاتستكين
اشطب من قاموس حياتك كلمة " يأس "
لقد أتيت الي الدنيا وستخرج حتما منها فأحرص علي أن تترك ورائك عمل صالح تؤجر عليه من الله ويذكرك الناس به ويدعون لك و لا تنسي حقوق الوالدين وصلة الرحم فصلة الرحم تزيد الرزق وتطيل العمر كما قال معلمنا وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وتتبع ما يريده الله منك و عندئذ اطلب من الله ما تشاء يعطيك من خزائنه التي لاتنفذ